تعتبر الجبال المقببة من التضاريس الجيولوجية الفريدة التي تشكلت نتيجة تفاعل قوى باطن الأرض مع عوامل التعرية على سطحها. تتميز هذه الجبال بشكلها الدائري أو البيضاوي، وقمتها المستديرة، وتنشأ عندما تدفع قوى ضخمة من باطن الأرض طبقات الصخور الرسوبية إلى الأعلى، مكونة قبة صخرية ضخمة. تتآكل هذه القبة بفعل عوامل التعرية المختلفة، كالمياه والرياح والأحوال الجوية، مما يكشف عن طبقات الصخور الداخلية ويؤدي إلى ظهور تضاريس جبلية مميزة.
السؤال : تتكون عندما تدفع قوة في باطن الأرض القشرة نحو الأعلى، فتتعرض طبقات الصخور الرسوبية إلى عمليات التعرية ؟
الاجابة هي :
الجبال المقببة (Dome Mountains).
الجبال المقببة: نتاج قوى باطن الأرض وعوامل التعرية
مقدمة
عندما نتأمل سلاسل الجبال الشاهقة، نتساءل عن القوى الهائلة التي صنعت هذه التضاريس المهيبة. واحدة من هذه التضاريس الجيولوجية الفريدة هي الجبال المقببة، والتي تتشكل نتيجة لدفع قوى باطن الأرض القشرة الأرضية نحو الأعلى، مما يؤدي إلى تعرض طبقات الصخور الرسوبية إلى عمليات التعرية. في هذا المقال، سنتعمق في دراسة هذه الظاهرة الجيولوجية المدهشة، وسنستكشف كيف تتشكل الجبال المقببة، وما هي العوامل التي تؤثر عليها، وكيف تتفاعل مع البيئة المحيطة بها.
آلية تشكل الجبال المقببة
تتشكل الجبال المقببة نتيجة لعملية جيولوجية معقدة تبدأ بوجود كتلة كبيرة من الصهارة (المادة المنصهرة) تحت سطح الأرض. هذه الكتلة الصهارية ترتفع ببطء نحو الأعلى، ولكنها لا تصل إلى سطح الأرض لتثور بركانًا. بدلاً من ذلك، تبرد هذه الصهارة وتتصلب تحت سطح الأرض، مما يؤدي إلى تكوين كتلة صخرية ضخمة على شكل قبة.
العوامل المؤثرة في تشكل الجبال المقببة:
- الضغط: يمارس الصهارة ضغطًا هائلاً على الصخور المحيطة بها، مما يؤدي إلى دفعها نحو الأعلى وتكوين القبة.
- الحرارة: الحرارة المنبعثة من الصهارة تساهم في تليين الصخور المحيطة بها، مما يسهل عملية الاندفاع نحو الأعلى.
- تركيب الصخور: تختلف مقاومة الصخور للضغط والحرارة، مما يؤثر على شكل القبة النهائي.
- عمق الصهارة: كلما كان عمق الصهارة أكبر، كانت القبة الناتجة أكبر وأكثر ارتفاعًا.
مراحل تكوين الجبال المقببة
- مرحلة الاندفاع: تبدأ العملية باندفاع الصهارة نحو الأعلى من باطن الأرض.
- مرحلة التبريد: تبرد الصهارة وتتصلب تحت سطح الأرض، مكونة كتلة صخرية ضخمة.
- مرحلة الرفع: تدفع كتلة الصخر الصخور المحيطة بها نحو الأعلى، مكونة القبة.
- مرحلة التعرية: تبدأ عوامل التعرية (مثل الماء والرياح) في تآكل القبة، مما يؤدي إلى ظهور شكلها النهائي.
خصائص الجبال المقببة
- الشكل: تتميز الجبال المقببة بشكلها الدائري أو البيضاوي، حيث تكون القمة أعلى من الأطراف.
- الحجم: تختلف أحجام الجبال المقببة بشكل كبير، فقد تكون صغيرة نسبيًا أو تمتد على مساحات شاسعة.
- التركيب الصخري: تتكون الجبال المقببة بشكل أساسي من الصخور النارية المتطفلة، مثل الجرانيت والديوريت.
- التضاريس: تتميز المناطق المحيطة بالجبال المقببة بتضاريس متنوعة، مثل الوديان والأخاديد والتلال.
أمثلة على الجبال المقببة
توجد العديد من الجبال المقببة في العالم، ومن أشهر الأمثلة عليها:
- جبال بلاك هيلز في الولايات المتحدة: تعتبر هذه الجبال من أشهر الجبال المقببة في العالم، وتقع في ولاية ساوث داكوتا.
- جبال أدي رونداك في الولايات المتحدة: تقع هذه الجبال في ولاية نيويورك، وتتميز بجمالها الطبيعي وتنوع الحياة البرية فيها.
- جبال فوجي في اليابان: على الرغم من أن جبل فوجي يعتبر بركانًا خامدًا، إلا أنه يتشكل بشكل أساسي من الصهارة المتراكمة، مما يجعله مثالًا على الجبال المقببة.
أهمية الجبال المقببة
للبحوث الجيولوجية: تساعد دراسة الجبال المقببة على فهم العمليات الجيولوجية التي تحدث داخل الأرض، وكيف تتشكل التضاريس المختلفة. للبحث عن الموارد الطبيعية: غالبًا ما تحتوي الجبال المقببة على رواسب معدنية مهمة، مثل الذهب والنحاس والفضة. للسياحة: تعتبر الجبال المقببة مناطق جذب سياحي مهمة، حيث تتميز بجمالها الطبيعي وتنوع الحياة البرية فيها.
الخاتمة
تعتبر الجبال المقببة من الظواهر الجيولوجية المدهشة التي تشكلت نتيجة لتفاعل قوى باطن الأرض وعوامل التعرية. من خلال دراسة هذه الجبال، يمكننا فهم المزيد عن تاريخ الأرض وتكوينها. كما يمكننا الاستفادة من هذه الجبال في العديد من المجالات، مثل البحث عن الموارد الطبيعية والسياحة.