تخيل عالمًا من الحرارة الشديدة والضغط الهائل، حيث الصخور تتحول إلى سائل متوهج، وتتدفق المواد المنصهرة في أعماق الأرض. هذا هو عالم الماغما، المادة المصهورة التي تشكل محركًا رئيسيًا للعديد من العمليات الجيولوجية، من تكوين الجبال إلى الانفجارات البركانية. في هذا المقال، سنقوم برحلة إلى أعماق الكوكب لاستكشاف عالم الماغما، وكيف تتكون، وأين تتجمع، وما هي تأثيراتها على سطح الأرض.
السؤال : المادة المصهورة التي تتكون وتتجمع تحت سطح ؟
الاجابة هي :
الصهارة.
المادة المصهورة: قلب الأرض النشط
مقدمة
تخيل عالمًا يغلي تحت قدميك، عالمًا من الصخور المنصهرة والمعادن الساخنة والغازات الضغطية. هذا هو عالم الماغما، تلك المادة المصهورة التي تتكون وتتجمع في أعماق الأرض، لتكون المحرك الأساسي للعديد من الظواهر الجيولوجية التي نشهدها على سطح الكوكب.
في هذا المقال الشامل، سنغوص في أعماق الأرض لنستكشف عالم الماغما، سنتعرف على كيفية تكونها، وخصائصها، وأهميتها في تشكيل سطح الأرض، وكيف تؤثر على حياتنا اليومية.
ما هي الماغما؟
الماغما هي مزيج معقد من الصخور المنصهرة والمعادن والغازات المحلولة تحت ضغط هائل. تتكون عند ارتفاع درجة حرارة الصخور في أعماق القشرة الأرضية والوشاح العلوي إلى درجة الانصهار. تختلف درجة حرارة الماغما باختلاف العمق والتركيب الكيميائي للصخور المكونة لها، ولكنها عمومًا تتراوح بين 700 و 1200 درجة مئوية.
كيف تتكون الماغما؟
تتعدد العوامل التي تؤدي إلى تكون الماغما، من أهمها:
- ارتفاع درجة الحرارة: مع زيادة العمق داخل الأرض، تزداد درجة الحرارة، وعند الوصول إلى درجة حرارة انصهار الصخور، تبدأ عملية التكوين.
- انخفاض الضغط: عندما تنخفض الضغوط على الصخور، مثلما يحدث في مناطق الصدع أو الانكسار، فإن ذلك يسهل عملية الانصهار.
- إضافة الماء: الماء يعمل كمذيب للصخور، مما يسهل عملية الانصهار عند درجات حرارة أقل.
- التفاعلات الكيميائية: التفاعلات بين الصخور والمعادن والمياه يمكن أن تؤدي إلى توليد حرارة وتسريع عملية الانصهار.
أنواع الماغما
تختلف أنواع الماغما باختلاف تركيبها الكيميائي ودرجة لزوجتها، ومن أهم هذه الأنواع:
- الماغما البازلتية: وهي أكثر أنواع الماغما سيولة، ولونها داكن، وتحتوي على نسبة عالية من الحديد والمغنيسيوم.
- الماغما الأنديزيتية: تتميز بلزوجة متوسطة، ولونها رمادي، وتحتوي على نسبة متوسطة من السيليكا.
- الماغما الريوليتية: وهي أكثر أنواع الماغما لزوجة، ولونها فاتح، وتحتوي على نسبة عالية من السيليكا.
حركة الماغما
تتحرك الماغما داخل القشرة الأرضية بدفع من قوة الطفو، حيث تسعى للصعود إلى الأعلى نظرًا لكونها أخف وزنًا من الصخور المحيطة بها. تتأثر حركة الماغما بالعديد من العوامل، مثل كثافة الماغما، ولزوجتها، ووجود الشقوق والصدوع في الصخور.
أهمية الماغما
تعتبر الماغما من أهم العوامل التي تشكل سطح الأرض، فهي المسؤولة عن العديد من الظواهر الجيولوجية، مثل:
- البراكين: عند وصول الماغما إلى سطح الأرض عبر الشقوق والفتحات البركانية، فإنها تنفجر على شكل حمم بركانية، مما يؤدي إلى تشكيل الجبال البركانية.
- الزلازل: حركة الماغما داخل القشرة الأرضية يمكن أن تسبب الزلازل، خاصة عند محاولتها اختراق الصخور الصلبة.
- تشكيل المعادن: تبرد الماغما وتتصلب لتشكل الصخور النارية، والتي تحتوي على العديد من المعادن الثمينة.
- تشكيل القارات: تعتبر الماغما عاملًا أساسيًا في عملية تكوين القارات، حيث تساهم في دفع القارات القديمة وتشكيل قارات جديدة.
تأثيرات الماغما على الحياة
على الرغم من أن الماغما تشكل تهديدًا كبيرًا للحياة، إلا أنها في نفس الوقت تلعب دورًا هامًا في دعم الحياة على الأرض، وذلك من خلال:
- تخصيب التربة: تحتوي الحمم البركانية على العديد من العناصر الغذائية التي تخصب التربة وتزيد من إنتاجيتها الزراعية.
- تشكيل الموارد الطبيعية: تتسبب الماغما في تكوين العديد من الموارد الطبيعية المهمة، مثل المعادن والنفط والغاز الطبيعي.
- تكوين المناظر الطبيعية: تساهم البراكين في تشكيل مناظر طبيعية خلابة تجذب السياح.
خاتمة
الماغما هي قلب الأرض النشط، وهي القوة الدافعة وراء العديد من التغيرات التي تحدث على سطح الكوكب. من خلال فهمنا لطبيعة الماغما وكيفية عملها، يمكننا تقييم المخاطر المرتبطة بالنشاط البركاني والزلازل، والاستفادة من الموارد الطبيعية التي توفرها لنا.